نزار عبد الغفار السامرائي
بشكل
او بآخر يمكن ان ننظر الى النص الشعري على انه تعبير عن شيء مااكثر أهمية من النص
نفسه، تعبير عن شخصية الشاعر، عن الحالة النفسية او عن الموقف الاجتماعي لذلك
فإننا نستطيع ان نجد الشاعر ماجد البلداوي بانتظار طفولة قادمة يحاول تأشير وقائع
مضطربة عبر حياته التي انقضت من دون ان يؤسس وجودا في ذاته فبقي يفتقده بعد ان يجد
ان مايمتلكه هو كائن آخر لاصلة له به:"
: " عواوك
البارحةمحاولة جادة لإيقاظ الوقت
هكذا وبكل ماتؤوله لغة
الهواء قررت ان تكون "
ومابين المقطع الأخير منها
:" فأبصر وجهي الملقى
بمفترق الأزقة"
.. " شاحبا.. لالون
لاطعم رفات قصيدة أخرى
وأفئدة يهددها النعاس
"
أو
في مفتتح القصيدة ماقبل الأخيرة:"
هكذا تغادرنا أعمارنا
هكذا وبكل هذه الخسارة نحصي
سيئاتنا ونمضي."
لقد استطاع الشاعر ان يتقمص شكل الآخر أو
بالأحرى ان يضفي صفة الآخر على ذاته ليشبعها لوما وتقريعا إزاء كل ماكان والذي
لايقطف منه في النهاية سوى الذكريات والأوجاع مما يدفعه للبحث عن آخر حقيقي يساعده
في تحقيق مبتغاه فيستمد من تفاعله بالناس الآخرين إحساسه بالهوية وبالنفس وهو بذلك
يؤكد الحاجة الى الآخر لتعزيز ديمومة وجوده مثلما يحتاج الى رعايتهم وعطفهم ولذلك
أيضا تأتي قصيدة" كوميديا الدم" التي تمثل هذا باتجاه مغاير لقصائد
المجموعة الأخرى التي دارت في فلك ذات الشاعر المنفردة كما سبق الإشارة إليه.. وفي
النهاية لانجد إلا ان نتساءل مع الشاعر هل كان له أفق؟ ونبقى ننتظر الإجابة رغم
انه اجزم مبكرا بالفشل.
ــــ
نشرت في جريدة العراق الصادرة في الخميس 2 تموز 1999ــــــــ
0 التعليقات:
إرسال تعليق