اخر الاخبار

آخر القصائد
آخر الأخبار

الاثنين، 26 أغسطس 2013

مسلة الضباب/مفارقة الكتابة للناقد الناقد محمد الجزائري

في التطبيق


من دلني للقبو
من أرخى خطاي الى القصيدة
من أباح لوقعها في الوقت
عند حدود هذه الريح
عاصفة من الشهوات
فبض آخر مطر
سيغمر صيف اسئلتي
وكف من قماش الوقت
عاصفة من الأشياء
مهد اللذة الأولى
وطاولة تتيح اللعب بالكلمات  والرؤيا
وفاتحة الطريق
أسئلة الشاعر هنا هي التي تحدد مفارقة الضدية في أناه في مواجهة أناه.. خلقت ترجيعاتها مثل اللازمة الموسيقية في الحركة السيمفونية. تعاد عند بدء كل حركة في التأليف ولكن بتنويع توزيعي على الآلة.. تدخل نسيج انتباهنا امتصاصات لصوت الشاعر/ داخليا وفيوضاته علينا/ خارجيا... رنين.. اذا وترجيعات.. من ( من دلني ـ ) الى( ياايها المأخوذ بالجمل الصقيلة واحتفال الذات/ والعربات) وبعكس عدنان الصائغ الذي روى( بكائية) صاحبه قناعا لمعلقة امرئ القيس.. يلجا ماجد البلداوي في ( مسلة الضباب) الى مخاطبة منكفئة على الذات، من الشاعر الى نفسه.. وفي المقطع الأخير يعود الى الحركة الأولى في إيقاع/ رنين وترجيعات/ الأسئلة ( من دلني لأصابعي) تنتمي القصيدة إيقاعيا وموسيقى وبنائية الى خواص قصيدة( الشعر الحر) الموزون.. طليق القوافي إلا من تجانسات ترتب النغمية الغنائية في مديات الإنشاد.. وهي.. وان أفادت من نغمية الجناس. لاتلجا الى تفعيل النص النثري الذي يحتمي عادة بتقنية الكلام كلسان أو كخطاب غير مغفل..مفارقة الضدية في هذه القصيدة هي مفارقة كتابة.. وان تبدت صارخة في العنوان/ الوهم/ لكنها داخلية.. بمعنى ان ( الأسئلة) تنطوي على ( خانة فارغة) هي المعيار الآخر الذي يترجع في ذهن المتلقي لانها( الأسئلة) تنطوي على نقيضها تختزنه لتسربه الى المتلقي مثل رجع صدى..، او ترجيع رنين.. فالسؤال لابد ان يتشظى في الذهن بحثا عن إجابة او إجابات وتلك هي ( مهمة) القصيدة التي حفر أسسها تجربة مختزلة ماجد البلداوي في ( مسلة الضباب) وهي مسلة وهمية ومفارقة كتابة، لان المسلة الواقعية تتشكل من مادة صلبة دائما كمفهوم توثيقي وبصري ومادي ـ انها كتلة منظورة في فضاء محدد زمنها هو ماض تذكيري، ويقينها يتوجه الينا بخطاب منقوش عليها عبر عصور، فالمسلة ـ كما هي في واقع الاث الحضاري( المعرفي) العراقي هي حيز توثيقي ملموس عن بطولة او حدث او شرعة انسانية تنظم علاقات( مسلة نرام سين) مسلة( حمورابي) مسلة( سنحاريب..... الخ والمفارقة في القصيدة كما يرسمها البلداوي تكمن في كون مسلته التي تحتوي أسئلته الحياتية والوحدوية والفكرية هي من( ضباب) بمعنى ان ( الكتابة) عليها ذائبة.. كنائية.. والأسئلة( البديل) في هذه المنظومة الازدواجية( الدال والمدلول) هي الحيز المعرفي الذي يشتغل عليه جدل الكتابة في داخل القصيدة.. ومع ذلك هو جدل( ضبابي) لأنه زوال.. او الى زوال.. فاليقين فيه غير محدد وغير راسخ.. فالضباب يأتي ويروح على عكس المسلة المادية الصلبة فهي موجودة تتحدى عصور الغياب والنسيان. في مسلة حمورابي مثلا حمورابي الملك يستمد شرعته من آله الشمس وهي تنظيم عقلي لحالات اجتماعية وإنسانية.. في حين يكفل البلداوي لحالاته الإنسانية والاجتماعية انسنة أسئلة يصنعها في مسلة ( ضباب) في اللا جدوى؟ .. اذا هي اللا جدوى.. أيضا !! وتلك إحباطية روح بالرغم من محاولة تفعيل الأسئلة وجعلها راهنا يبحث عن مستقبل,(من دلني لرؤاك/ فاخضرت بي الروح الملولمسني الملكوت/ فاشتعلت بي الأفلاك أغوى طائري هذا المدى ورمى حجارته الضباب) فالشاعر منح الضباب فعل الرمي وجعل له( حجارة) وهي مفارقة حسية أخرى، بنية اصطفت الى جانب نقيضها وتراصفت عليها لتشكل مع البنيات الأخرى التي راصفتها الأسئلة فوق بعض، مجرى الشعور وكان( القصيدة) عالم غير محسوس وان بدا ماديا كصوت في الإلقاء، او كسواد ـ نقش ـ على بياض الورق، كتابة جعلت الشاعر يتساءل عمن( ساقه) نحوها لاهثا بغبارها وبياض باحتها( الأسئلة)/ الغبار/ صمت الصراخ/ الضباب.... تلك حالات القصيدة منظومة مزدوجات ودوالها التي تتسع لمفردات أخر وكل التراكمات التحتانية في  بنية القصيدة التي يؤثثها الشاعر لاسئلته، تدفع الى مزدوج مفتوح افصاحي جهير:(طاولة تتيح اللعب بالكلمات والرؤيا)فمنظومة مزدوجات/ مفارقة الضدية/ هي منذ:( التفجر/ الرخام/ الحار والبارد/ الملموس النفسي والوجودي) وحتى (أسئلة) المقطع الثالث( الاعتباري) اللساني (ماتقوله القصيدة) عن ( ميعادنا الاتي وعن شجر الكلام) حيث تتداعى خصائص المفارقة الضدية في الثنائيات:ـ صوت/ الصمتــ صمت  الصوتـ صرخات/ جمجمة الكلام/ والجمجمة هي فراغ الموت)ـ النعش اليوميـ جدوى التطلع بالنزيف وصوت هذا الصمت/ ياصمت هذا الصوت في صرخات جمجمة الكلام/ يانعشنا اليومي ياقمر التطلع لاحتمال عواصف أخرى وياجدوى التمتع بالنزيف) ثم يعشق الشاعر مزدوجات التضاد:)من دل هذا الباب للخطواتوهي مفارقة غير المألوف.. فالمألوف ان تتوجه الخطى نحو الباب، فهي حامل الحركة، والباب جماد/ قلق ثابت/ إلا اذا انفتح على الفضاء.. يدخل هنا في مساحة الفضاء وكيانه الحركي وإيحاءاته.. وتتالى الثنائيات..( الحقيقة/ الضباب، عطر/ شموع، إيقونة/ انفجار، الروح الرتيبة/ انشطار الصوت، إيقاع المهرجان...) وهذا التصعيد من منصة الأسئلة الى انشطار الصوت وإيقاع المهرجان.. هو الحيز الذي رسم الشاعر فيه مفارقته.. في ذلك الجدل الذي يتوتر وجوديا في الأسئلة والترجيعات.. بمعنى ان الإحباط واللاجدوى اللذين تتوتر عبرهما الأسئلة كحاصل كلامي، كتابي/ شكلا مزدوج الحالة.. من الحصار الضاغط على الروح وبسبب( اختتام مسلة الشعراء في لوح القصيدة/ والكلام). فالشاعر عبر نصه.. مسؤول عن إنتاج صور ذاته والأسئلة المحيرة  وتلك حاجته الى إشباعها من يقين ولكنه غير موجود( ضباب) لكي يسجله على ( مسلته) ولكن من يغامر على كتابة عبثية.. كتابة على (ضباب) .. فمع يمسك بالضباب ليقراه.. انها زوال قصيدة زوال.. وزمن الشاعر ومسلة الشعراء..، ومن ثم هما المفارقة/ مفارقة، مفارقة أسئلة اللاجدوى.. فالقصيدة رواية أسئلة عن النفس والشعر.. ولان البلداوي طرحها في مفارقة ضدية اكتسبت شعرية القول.. بالرغم من الروح العدواني الذي يغمرها ضد الذات بوصفه تخارج أسئلة وجودية ومعرفية في آن.. دفعتنا منذ عنوان القصيدة الى مفارقة المعنى وضدية الأسئلة في مطلقها..ككتابة
  * نشرت في جريدة القادسية الصادرة يوم الخميس 10 كانون الأول 1992 
مسلة الضباب/مفارقة الكتابة
الناقد محمد الجزائري
من دلني للقبو
من أرخى خطاي الى القصيدة
من أباح لوقعها في الوقت
عند حدود هذه الريح
عاصفة من الشهوات
فبض آخر مطر
سيغمر صيف اسئلتي
وكف من قماش الوقت
عاصفة من الأشياء
مهد اللذة الأولى
وطاولة تتيح اللعب بالكلمات  والرؤيا
وفاتحة الطريق
أسئلة الشاعر هنا هي التي تحدد مفارقة الضدية في أناه في مواجهة أناه.. خلقت ترجيعاتها مثل اللازمة الموسيقية في الحركة السيمفونية. تعاد عند بدء كل حركة في التأليف ولكن بتنويع توزيعي على الآلة.. تدخل نسيج انتباهنا امتصاصات لصوت الشاعر/ داخليا وفيوضاته علينا/ خارجيا... رنين.. اذا وترجيعات.. من ( من دلني ـ ) الى( ياايها المأخوذ بالجمل الصقيلة واحتفال الذات/ والعربات) وبعكس عدنان الصائغ الذي روى( بكائية) صاحبه قناعا لمعلقة امرئ القيس.. يلجا ماجد البلداوي في ( مسلة الضباب) الى مخاطبة منكفئة على الذات، من الشاعر الى نفسه.. وفي المقطع الأخير يعود الى الحركة الأولى في إيقاع/ رنين وترجيعات/ الأسئلة ( من دلني لأصابعي) تنتمي القصيدة إيقاعيا وموسيقى وبنائية الى خواص قصيدة( الشعر الحر) الموزون.. طليق القوافي إلا من تجانسات ترتب النغمية الغنائية في مديات الإنشاد.. وهي.. وان أفادت من نغمية الجناس. لاتلجا الى تفعيل النص النثري الذي يحتمي عادة بتقنية الكلام كلسان أو كخطاب غير مغفل..مفارقة الضدية في هذه القصيدة هي مفارقة كتابة.. وان تبدت صارخة في العنوان/ الوهم/ لكنها داخلية.. بمعنى ان ( الأسئلة) تنطوي على ( خانة فارغة) هي المعيار الآخر الذي يترجع في ذهن المتلقي لانها( الأسئلة) تنطوي على نقيضها تختزنه لتسربه الى المتلقي مثل رجع صدى..، او ترجيع رنين.. فالسؤال لابد ان يتشظى في الذهن بحثا عن إجابة او إجابات وتلك هي ( مهمة) القصيدة التي حفر أسسها تجربة مختزلة ماجد البلداوي في ( مسلة الضباب) وهي مسلة وهمية ومفارقة كتابة، لان المسلة الواقعية تتشكل من مادة صلبة دائما كمفهوم توثيقي وبصري ومادي ـ انها كتلة منظورة في فضاء محدد زمنها هو ماض تذكيري، ويقينها يتوجه الينا بخطاب منقوش عليها عبر عصور، فالمسلة ـ كما هي في واقع الاث الحضاري( المعرفي) العراقي هي حيز توثيقي ملموس عن بطولة او حدث او شرعة انسانية تنظم علاقات( مسلة نرام سين) مسلة( حمورابي) مسلة( سنحاريب..... الخ والمفارقة في القصيدة كما يرسمها البلداوي تكمن في كون مسلته التي تحتوي أسئلته الحياتية والوحدوية والفكرية هي من( ضباب) بمعنى ان ( الكتابة) عليها ذائبة.. كنائية.. والأسئلة( البديل) في هذه المنظومة الازدواجية( الدال والمدلول) هي الحيز المعرفي الذي يشتغل عليه جدل الكتابة في داخل القصيدة.. ومع ذلك هو جدل( ضبابي) لأنه زوال.. او الى زوال.. فاليقين فيه غير محدد وغير راسخ.. فالضباب يأتي ويروح على عكس المسلة المادية الصلبة فهي موجودة تتحدى عصور الغياب والنسيان. في مسلة حمورابي مثلا حمورابي الملك يستمد شرعته من آله الشمس وهي تنظيم عقلي لحالات اجتماعية وإنسانية.. في حين يكفل البلداوي لحالاته الإنسانية والاجتماعية انسنة أسئلة يصنعها في مسلة ( ضباب) في اللا جدوى؟ .. اذا هي اللا جدوى.. أيضا !! وتلك إحباطية روح بالرغم من محاولة تفعيل الأسئلة وجعلها راهنا يبحث عن مستقبل,(من دلني لرؤاك/ فاخضرت بي الروح الملولمسني الملكوت/ فاشتعلت بي الأفلاك أغوى طائري هذا المدى ورمى حجارته الضباب) فالشاعر منح الضباب فعل الرمي وجعل له( حجارة) وهي مفارقة حسية أخرى، بنية اصطفت الى جانب نقيضها وتراصفت عليها لتشكل مع البنيات الأخرى التي راصفتها الأسئلة فوق بعض، مجرى الشعور وكان( القصيدة) عالم غير محسوس وان بدا ماديا كصوت في الإلقاء، او كسواد ـ نقش ـ على بياض الورق، كتابة جعلت الشاعر يتساءل عمن( ساقه) نحوها لاهثا بغبارها وبياض باحتها( الأسئلة)/ الغبار/ صمت الصراخ/ الضباب.... تلك حالات القصيدة منظومة مزدوجات ودوالها التي تتسع لمفردات أخر وكل التراكمات التحتانية في  بنية القصيدة التي يؤثثها الشاعر لاسئلته، تدفع الى مزدوج مفتوح افصاحي جهير:(طاولة تتيح اللعب بالكلمات والرؤيا)فمنظومة مزدوجات/ مفارقة الضدية/ هي منذ:( التفجر/ الرخام/ الحار والبارد/ الملموس النفسي والوجودي) وحتى (أسئلة) المقطع الثالث( الاعتباري) اللساني (ماتقوله القصيدة) عن ( ميعادنا الاتي وعن شجر الكلام) حيث تتداعى خصائص المفارقة الضدية في الثنائيات:ـ صوت/ الصمتــ صمت  الصوتـ صرخات/ جمجمة الكلام/ والجمجمة هي فراغ الموت)ـ النعش اليوميـ جدوى التطلع بالنزيف وصوت هذا الصمت/ ياصمت هذا الصوت في صرخات جمجمة الكلام/ يانعشنا اليومي ياقمر التطلع لاحتمال عواصف أخرى وياجدوى التمتع بالنزيف) ثم يعشق الشاعر مزدوجات التضاد:)من دل هذا الباب للخطواتوهي مفارقة غير المألوف.. فالمألوف ان تتوجه الخطى نحو الباب، فهي حامل الحركة، والباب جماد/ قلق ثابت/ إلا اذا انفتح على الفضاء.. يدخل هنا في مساحة الفضاء وكيانه الحركي وإيحاءاته.. وتتالى الثنائيات..( الحقيقة/ الضباب، عطر/ شموع، إيقونة/ انفجار، الروح الرتيبة/ انشطار الصوت، إيقاع المهرجان...) وهذا التصعيد من منصة الأسئلة الى انشطار الصوت وإيقاع المهرجان.. هو الحيز الذي رسم الشاعر فيه مفارقته.. في ذلك الجدل الذي يتوتر وجوديا في الأسئلة والترجيعات.. بمعنى ان الإحباط واللاجدوى اللذين تتوتر عبرهما الأسئلة كحاصل كلامي، كتابي/ شكلا مزدوج الحالة.. من الحصار الضاغط على الروح وبسبب( اختتام مسلة الشعراء في لوح القصيدة/ والكلام). فالشاعر عبر نصه.. مسؤول عن إنتاج صور ذاته والأسئلة المحيرة  وتلك حاجته الى إشباعها من يقين ولكنه غير موجود( ضباب) لكي يسجله على ( مسلته) ولكن من يغامر على كتابة عبثية.. كتابة على (ضباب) .. فمع يمسك بالضباب ليقراه.. انها زوال قصيدة زوال.. وزمن الشاعر ومسلة الشعراء..، ومن ثم هما المفارقة/ مفارقة، مفارقة أسئلة اللاجدوى.. فالقصيدة رواية أسئلة عن النفس والشعر.. ولان البلداوي طرحها في مفارقة ضدية اكتسبت شعرية القول.. بالرغم من الروح العدواني الذي يغمرها ضد الذات بوصفه تخارج أسئلة وجودية ومعرفية في آن.. دفعتنا منذ عنوان القصيدة الى مفارقة المعنى وضدية الأسئلة في مطلقها..ككتابة

  * نشرت في جريدة القادسية الصادرة يوم الخميس 10 كانون الأول 1992 

0 التعليقات:

إرسال تعليق