اخر الاخبار

آخر القصائد
آخر الأخبار

الاثنين، 26 أغسطس 2013

اغراءات وردة النار الذات إزاء العالم : بقلم سليمان البكري



/سليمان البكري/
بعد( شجر الحكمة) 1988 يصدر الشاعر ماجد البلداوي ديوانه الشعري الثاني( اغراءات وردة النار)1977 فماذا يقول الشاعر في اغراءات وردته؟يكثف المقطع الشعري في الصفحة الأولى رؤيا الشاعر قصائد ماجد البلداوي تصعد الموجة لاتمشي معها .. هي إبحار يكشف الشاعر من خلاله الحقيقة، 
وقد تكون افتتاحية القصائد( إلحاقا بما سيأتي) تشظي معنى المألوف من الحقائق وتلتزم المخالفة فالسيف سيبرئ من المقصلة/ والقصيدة من الهجاء المألوف.. الدهشة من التأويل والمشيمة من المقص/ ليبشر بأطفال سيولدون وإلحاقا بكل ماجرى يعلن الشاعر البراءة/ سأغسل الماء من الشبهات/ من اجل ان تبدا حياة جديدة. اغراءات وردة النار محاولة اقتحام الشاعر لنفسه يرسم مدنه الخاصة/ مدن الشيخوخة رغم انه في عنفوان الشباب ويكشف عن رؤاه مستعيرا لغة الأشياء كلها .. انه وبشكل ما يستعير لغة الأشياء محاولا إنقاذ مايمكن إنقاذه.. اذن هو يرى مالايرى/ فالقيامة تهطل من المآذن/ والسلالات من الأضرحة/ هكذا يكون النشيج وزفير الأسئلة.. الصمت هنا وإزاء مايحدث تكون الفضيحة وهل ممكن أدثار الفضيحة بالقميص؟ ربما أمكن ذلك بل انه شىء عادي عند المنافقين والدجالين ومزوري الحقائق عندها/ تتهدل الياقة من الخجل/ وتتحول( السعادات) الى محاولة لترميم ماتبقى من روح الشاعر وطرد العزلة عنه وجعله ينغمر في مدن الكلمات فهو في نهاية الامر يمسك بالنهار/ ويدك السعادة/ على معول آيل للفساد/ يدعو الضجة/ ان تتبعه وحين تنتهي كثير من الأشياء في ( طفولة طاعنة في اليأس) في عالم قتيل يستوحي الشاعر( آخر موتاه) فتلد لغة جديدة/ يغلب عليها التفكير فتاتي القصائد حارة عميقة فيها الصوت المثير. في (مفاتيح) الشاعر وهي أربعة تنويعات لنغم واحد في فيزياء الذات الشخصية فتكون أشبه بضربة مطرقة على الرأس
مفتاح(1)
البداية التي لن تبدا أبدا/
البداية هي نهايتك المقصودة/
التي ليس باستطاعتك نسيانها/
والخطاب للمتلقي، مطرقة ثانية على الرأس
مفتاح(2)
لااجد مايمكن ان أطلق عليه/
سوى اعترافي بأنك ليس أنت
 مفتاح(3
دعوة لإنقاذ لكن دون جدوى/
أناجيك بكل رجاءاتي/
ان تتصلب/
وتعاود من جديد
/(4) محاولة فيبدأ البحث في قصيدة( أشياء واشيا)
عن الذي يأتي ولاياتي في وضع يرتكز الى مفردات الحياة المعاصرة التي يعيشها الشاعر وفي خضم البحث يكتشف لعبة الأشياء فيصرخ
/ اخرج من مملكتي/
اخرج أيها المرابي/
أيها اللص/
فقد طهرتني سرقاتك/
إذن هو تشخيص وكشف دلالة يقدمه الشاعر يضيء به الدرب المعتم ويرفض مسخ الحياة وجعلها( أشياء) تعلق ب( المسامير) في قناع فني يضعه على قصائده الملتزمة بالإنسان في نهاية المسامير
/ يصافح كفا ملطخة/ بالعويل/
بل ربما تكون هذه الكف ملطخة بالدماء.
في قصيدة( الذي أطلق جياده) يكون الشاعر في ذروة تعامله من آليات الزمن الذي تعيشه قصائده فهي وردة تنفتح حينا وتنغلق حينا تنبهر بالشمس يلمسها الندى فتضيء وتنطفئ في محاولة لتجاوز الواقع في لحظته الحاضرة والاتجاه للمستقبل في صيرورة فنية ذاتية/
الحصان المسكين تحجر/
والطريق راح يركض/ ويركض/
راح يلهث وراء العربة/
وهو في رحلة التعب الشاعر ومحنته يلتفت الى نفسه فيرثي الحال الذي وصل إليه في قصائده الذاتية( تساؤل-اعتراف- حريق- صرخة- مدوية) يحمل إدانة للعصر فترتفع قصائد( حصار- وصول- الآخرون) حيث المواجهة دون خوف/ سأكتب كل الذي سيقال/ سأبحث عن ورق ليس فيه سطور/ وعن ورق لايخون/ ويحرض الجميع والأقرب إليه الأصدقاء وينتهي بوجه الروح ووجع القصيدة في ( ماسياتي منك).. ولعلها أمنية ليست متأخرة للشاعر في اغراءات الورود قوله
/ خذ انت كل شيء/
واترك لي طفولتي/
خذ ماتشاء/
ودع الرماد/ يفتش عن شبابه الغائب
/ خذ أنت كل شيء/
واترك لي بقايا الحلم/
عسى ان الملم شظاياي/
 نقاء الشاعر من أدران العصر هو العودة الى الطفولة ومن خلالها تدرك ان ماجد البلداوي يتوغل بجراة في شراسة العالم ويكشف عمق مأساته وبسفره الدائم وبحثه عن الخلاص يرفع عاليا راية الاحتجاج بوجه العصر الدامي ضد القطب الواحد للنظام الدولي وعولمته الكارثة في إصراره وجرأة بحثا عن كوة أمل وانتهاج وسائل جديدة تتلائم مع مفردات الحياة في ظل الحصار ان ( اغراءات وردة النار) مطر فوق أرضنا تدعو للارتواء من شمس الأعماق.ـ
ـــــــــــ جريدة القادسية الصادرة يوم 3/2/1998ــــــــــــــــــ







0 التعليقات:

إرسال تعليق