اخر الاخبار

آخر القصائد
آخر الأخبار

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

طعم الزمن العراقي بكل أوجاعه وآلامه وتطلعاته في غيوم ليست للمطر للشاعر ماجد البلداوي

          
    / رعد زامل/  في المجموعة الصادرة عن دار شمس في القاهرة 2008( غيوم ليست للمطر ) للشاعر ماجد البلداوي وهي إصداره الشعري الرابع يعمد الشاعر إلى تأثيث نصوصه بصور لها طعم الزمن العراقي بكل أوجاعه والامه وتطلعاته .
 أن الشاعر ومنذ العتبة الأولى للمجموعة  يدعو المتلقي إلى نزهة في غابات النصوص التي تشد القارئ إليها بخيط التواصل وعدم انقطاعها . إذ إن نصوص الشاعر ماجد البلداوي هي نصوص مكتنزة بالمعنى . نصوص لا تشكو الترهل ولا تصيب المتلقي بالصداع . فالعنوان الذي يشكل مفارقة مفادها إن غيوم الشاعر هنا  ليست غيوما للمطر لكنها غيوم للكشف والتطلع إلى الأعالي وأخيرا الى الخلاص هذا إذا ما اعتبرنا ان الغيوم هي رمز لخلاص الأرض من الوجع والجفاف والعطش الإنساني . وما على المتلقي إلا السير الحثيث وراء صوت الشاعر الزاحف قدما إلى ما تنثره تلك الغيوم من بشارة . وفي سياق القراءة الثقافية لهذه النصوص يتضح جليا إن غيوم البلداوي هي بمثابة الأمل الموعود والأفق المنتظر الذي تتطلع أليه عيون المتعبين . فدلالة المطر تتشظى في أكثر من نص وتهطل فوق أكثر من بقعة هنا ومرج هناك . فالمطر يتمظهر بأكثر من شكل ويلبس أكثر من وشاح وهو بالنتيجة الماء الذي يشكل المادة الخام للوجود . فهذه المفردة تقفز بين النصوص لتشكل ملامح تجربة شعرية في واحدة من أهم مجاميعه . وفي ثنايا المجموعة نطالع جملا شعرية كثيرة تدعم ما ذهبنا أليه ( يا جرح احتشد \ فلرب ماطرة تكون ) ( تغني للإمطار وللأشجار ) ( يا شجن الناي \ وهو يترجم حزن الماء ) ( اهتف للبحر هيا تعال \ فيخرج المطر من ليله ) . كثيرا ما تغنى الشعراء بالأمطار والشاعر بدر شاكر السياب له أكثر من مثال بهذا الصدد غير الشاعر ماجد البلداوي لا يتغنى بالمطر وكنه يطرح مع قطراته أسئلة إنسانية  ووجودية عدة . فيقول ( آتيك محمولا على طبق من الإمطار ) ( لا لست استر خيبتي \ وشهيق أمطاري ) ( امسح من زجاج غيمتي هذه النحيب ) ( ما بال الغيمة \ تبكي حجرا \ ما بال الأرض تنز دما ؟ \ وتميد بأكواخ الفقراء \  ثمة غصة صوت في حنجرتي \ آه ما أعذب ان نتطهر بالذكرى ) . والشاعر ماجد البلداوي يرسم صورة الوجع بعد ذلك بعيون الفنان المأخوذ بعذوبة الكلمات والعارف لينابيع الدهشة  فهو لا يرسم لوحاته الشعرية إلا وهو على يقين من انسجام الضوء والظل في خلق أبعاد الوجع الإنساني النبيل . يتجلى ذلك في قصيدته القصيرة _ وصول _ ( وصلنا إلى البحر ؟ \ لا \ وصلنا إلى البر ؟ \ لا إلى أي طرف سنودع أحلامنا المقبلة  ؟ ) . لا ازعم هنا باني الم بكل دلالات النصوص في أنساقها الثقافية ف ( غيوم ليست للمطر ) تشكل امتدادا واسعا على خارطة الوجع الإنساني يحملها الشاعر على أجنحة الروح وهي ترفرف في أعالي اللغة المشحونة بسخونة الشعر .


0 التعليقات:

إرسال تعليق